اقتصادرياضةسياحة وسفرسياسةعاجل

ما أشبه اليوم بالبارحة: فلسطين تهاجم وتل ابيب تفقد توازنها

 

بقلم دكتور/ محمد بغدادي

نعم سوف يجيء يوم نجلس فيه لنقص ونروي كيف قامت فلسطين بعمليات عسكرية فجائية أفقدت تل ابيب توازنها في أقل من ست ساعات كما حدث إبان حرب العاشر من رمضان. كما يبدو أن شهر أكتوبر لا يزال لديه الكثير والكثير في جُعبته لتقديمة لنا فليس حرب أكتوبر المجيدة وحدها هي التي نحتفل بها كل عام ولكنها ضربات الشعب الفلسطيني وفصائله التي ابت أن يرحل شهر أكتوبر حتى نتذوق حلاوة النصر وآماله للمره الثانية، فلقد تنفست الشعوب العربية الصعداء منذ أكثر من خمسون عاماً ماضية وأراد الله لها الابتسامة والفرحة بعد سنوات عجاف من عمليات القتل التي قادتها ولا تزال تقودها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل فمنذ وعد بلفور عام 1916م ومرورًا بقرار تقسيم دولة فلسطين وحروب 1948 م-1956م-1967 م – 1973 م حتى كتابة العهد الجديد بضربات 7 أكتوبر 2023 م لتُثلج القلوب العربية وشعرت بمدى قوتها أمام غطرسة المحتل الاسرائيلي في واحدة من أعمق الضربات القاسية.

وبالحسابات السياسية قامت تل ابيب بإعلان حالة الحرب في جميع قطاعاتها في سابقة هي الأولى من نوعها منذ حرب يوم الغفران التي قضت على أحلامها التوسعية بضربات مصرية موجعة أفقدتها توازنها في ست ساعات بعد عبور أقوى الخطوط المنيعة أذهلت العسكريين عالميا وكتبت عهدًا جديدًا للجيوش العربية أمام النظام العالمي الجديد وبات الجيش المصري من أقوى الجيوش عالميًا بعد ظٌلمات النكسة عام 1967 م. ويبدو أن للفصائل الاسرائيلية رأي أخر بعد هجماتها المخطط لها ضد الكيان الصهيوني مستخدمة عنصر المفاجئة كما استخدمتة القاهرة في حرب العاشر من رمضان الساعة الثانية ظهرًا في شهر الله المعظم رمضان.
كما يبدو أن ضربات الأمس لن تكون نهاية النهاية بين الجانبيين الفلسطيني والاسرائيلي في ظل نظاماً عالميًا يطرح عهدًا جديداً لمن لا صوت لهم مع ظهور قوى دولية أخرى على الساحة لها آراء أخرى في الأحداث السياسية والاقتصادية مع بروز أزمات صحية واقتصادية تهز العالم بأسره ناهيك عن تغيرات مناخية جعلت العالم كله في مفترق طرق قاتلة مع قلة الدور الأمريكي في قرائته للمشاهد العالمية.

وفي إطار تحليل الوضع الراهن ستقوم واشنطن بالمساعدة الفورية لتل ابيب حتى تستعيد قوتها مرة أخرى وتُحاول اقناع العالم بأن أحداث أكتوبر ما هو إلا اعتداء سافر للكيان الاسرائيلي وأنه ضد المواثيق والقوانين الدولية والاتفاقيات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ومن ثم وضع فلسطين تحت التهديد وحصارها اقتصاديًا أكثر من الأول مرات ومرات وسنرى شجب من هنا وهناك وآراء من هنا وهناك وسيُعقد مؤتمرًا يضم الأطراف المتنازعة في محاولة لرأب الصدع ووقف اطلاق النار بين الجانبين.

ويبدو أن كلمات الرئيس الراحل أنور السادات في محلها حينما قال: إنَّ في حياة الأمم والشعوب لحظات، يتعين فيها على هؤلاء الذين يتّصفون بالحكمة والرؤية الثاقبة، أن ينظروا إلى ما وراء الماضي، بتعقيداته ورواسبه، من أجل انطلاقة جسور نحو آفاق جديدة. فيجب العمل على التحلي بالحكمة والصبر حتى يتثنى لنا قراءة المشهد جيدًا لإن المعركة ليست مع تل ابيب وحدها ولكن مع واشنطن أيضاً.

Facebook Comments Box

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى