
بقلم : نرمين الحوطي
منذ اطلالته الأولي علي شاشة
التلفزيون، واذا بوجها تسكنه الطيبه والألفه الانسانيه، وجهه إنساني بامتياز انه وجهه النبيل وائل الإبراشي، منذ الطله الأولي أدركت ان صداقه بيني وبينه تكونت من زمنا لا أعرفه، وجها يغتال الغربه ، فما كان مني إلا أني اصررت وعزمت اللقاء فذهبت اليه ، بعد اتصال يشعرك فيه انه من أهلك شقيق الروح، الموعد الساعه السابعه يوم الثلاثاء بمقر جريدة صوت الامه ، في عام 2008وما ان دخلت عليه ورايت رجلا يسكن الوقار وجهه الخجول ، جميلا في القول ،ورائع في الطبيعه، واصيلا في فطرته ، يده مبسوطه للجميع مساعدته ، ذراعه ممتده تنشد المحبه ولاتراها ، ونفسه مرهفه تتلهف علي الحنان ولاتظفر به ، وكان يري ان الانسان لابد أن يكون قبلة الإنسان ، كان ير ي ان قلمه هو سلاحه واعظم جندي هو الذي لايسقط سلاحه، كل الذين تتلمذوا علي يده والذين عملوا معه أحبوه، حتي الذين اختلفوا معه في الري احترموه حكي لي انه ذاق مرارة الهزيمه كثير ا وحلاوة الانتصار وجدت في لقاء ي الأول ابتسامه حانيه هادئه ، وظلت علي تواصل معه متعلمه علي يده فنون الصحافه ، لقد كان عنده دائما الجديد والجديد سعدت هو أخا لم تلده أمي وصديقا قد أمطرته السماء فولِدَ من إكسيرِ الوفاء .
هو الصدقُ الصادق والإستقامةُ الحقّة . هو الآدمي التي بلغت درجة الانسانية الذي لا يكرهُ فيها الانسانُ إنسانا ، وهو الشهم الممتلي كبرياءً فلا يمالئُ ولا يخادِعُ ولا يقول إلّا الحق . وهو الشجاعةُ التي لا تخشى الصعاب ، وهو الأبيّ التي لا يرضى بالمذلّة مهما كلّف الأمر .
هو المحترم التي لا يبيع ولا يشتري … لا يستجدي فخراً أو منفعة ولا يقف على أطلال عزٍّ قد مضى ولا همَّ له إلا ان يكون مرفوع الرأس خفيف الظلِّ بهيّ الحضور وفائقة الإحترام ، الان قلبي يعتصر حزنا حينما جاء الي خاطري ذكري وفاته
9/ 1 غاب عن الدنيا ورحل لرحاب الله عز وجل الإعلامي والكاتب والصحافي المبدع وائل الابراشي، رحمه الله.. عام بأكمله وهو يعاني من تبعات ذلك الوباء بعد إصابته بـ «covid-19»، الله يرحمه ويجعل كل ألم تألمه من ذلك الوباء حسنة في ميزان حسناته عندما يلقى وجه ربي الكريم، اللهم آمين، سئمت وسئمت حروف كلماتي وهي تنعى الكثير من أساتذتي ومعلمي وأصدقائي، ولا اعتراض على أمر الله عز وجل.
وهناك وقفات مع صوت الأمة لن أنساها من ذاكرتي:
٭ 2008.. اللقاء الأول عندما كان رئيس تحرير صوت الأمة.. عندما دخلت مبنى الجريدة وجدت العديد من الطاقات الشبابية، خلية نحل من العمل والطاقة الإيجابية، العمل بروح الجماعة، الكل يعمل من أجل محاربة الفساد، أنا أنتظر للقاء الأستاذ الكاتب وائل الابراشي فقط من أجل التعرف بشخصية واجهت ومازالت في ذلك الوقت كانت تواجه السلطة وقوتها، كان رمزا للقوة ليس فقط لي بل للعديد من المبتدئين في الصحافة، وعند اللقاء وجدت إنسانا متواضعا يحمل الكثير من المبادئ التي غرست في نفسي.
الجميع كان يحبه ويحترمه من أصغر موظف إلى أكبرهم، لأنه كان نصيرا للشباب، وساعد الكثير منهم، بل ووضع العديد من الأسماء التي نقرأ عنها الآن في بداية الطريق الصحافي في ذلك الوقت، كان سببا وبداية للعديد في الطريق لنجاحهم. ذلك هو وائل الابراشي، رحمه الله.
٭ أكثر من عشرة أعوام وأنا على تواصل معه، قد تكون غير متصلة، ولكن عندما أريده أجده «تلك هي معنى الصداقة»، لن أنسى نقاشاته ومحاورته معي، كان يتقبل النقد ويحترم سطوره وكلماته حتى لو كان ذلك النقد ضده، كان يحترم الإنسان لشخصه وليس لوطنه أو لأجندات خاصة، كان يرفض مبدأ الهدية وهذا ما تعلمته منه.
رحم الله صوت الأمة الذي وقف ضد العديد من الفاسدين وواجه بمفرده الكثير من قضايا الفساد.
٭ مسك الختام: قال تعالى (إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط) «سورة آل عمران: 120».