كتبت/ د اسراء محمد عبدالوهاب
لجريدة حداثة وطن
عضو اتحاد الكتاب
واخصائية علاج طبيعى بجامعة اسيوط
تسير الحياة لديهم بشكل اعتيادي، روتيني
لم يعلموا أنه بعد دقائق سوف يتبدل الحال
أشاهد مشهد من بعيد، رجال تبكي قهرًا على صغارها الذين انتقلوا إلى الرفيق الأعلى
عائلات يُتيمت لم يتبقى سوى رجل وحيد منهم يسرد ألمه
رجل ينتظر خروج ذويه من تحت صخور لساعات مرت عليه كأعوام
الجميع يصرخ مناديًا إنسانية شعوب، محاولين إيقاظ ضميرهم الإنساني
شاهدت أطفالاً من تحت الأنقاض، منهم من يصرخ مستنجدًا لإنقاذه، هذه البطلة حامية أخيها الصغير تحت الصخور الصارمة لمدة دامت أكثر من سبع عشر ساعات
طفل نائم تم إيقاظه من سبات عميق وقت الحدث لساعات طوال متسائلاً، ماذا حدث؟ ببراءة بالغة و كأن المولى اختاره لينام كل هذا الوقت لكي لا يرى هذا البريء الصغير ذلك المشهد المفجع، وقصص أخرى لم تسرد وأكثر لم تُحكى.
انقلب حال تركيا بلحظات وحال سوريا التي تتوالى عليا مصائب وكأنها اُختيرت لوقوع تلك الابتلاءات تلو الأخرى، أتخيل من الممكن أن تُيقظ ضمير أمة نائم أو تُحيه فأعتقد أنه مات! لا أعلم بينما حكمة يعلمها الله.
أترقب المشهد من بعيد، لم أستطع كتابة شيء عنه منذ ذلك الحين، لم يكن صمت باختياري ولكن ألمي أجبرني وكأن القلم جف لوصف تلك الكارثة.
متى يتم إيقاظ الإنسانية داخلنا؟
إلى متى سوف يتم إحياء ضمائرنا من جديد؟
متى تعلم الأمة بخروج علامات الساعة بسرعة واحدة تلو الآخرى، كأنه تحذير من المولى ولطفه ورحمته بأن نفيق؟
بضع أيام وسوف ننسى كم حدث سابقه وما يسبقه الكثير والكثير، ستظل الحروب قائمة كما هي، ألم يأن الأوان للرجوع إلي النفس إلى منهج الله وسنة خاتم الأنبياء.
كفاكم صراعات داخليه، يكفي حروبًا، انشروا السلام، فالإنسان قد صار يدمر ذاته شيئًا فشيًا، يُخرب الطبيعة وكذلك فطرته الإنسانية.
من مصر خالص تعازينا نُقدم، والعزاء لا يكفى، بينما لا أدُرك حل سوى دعائي لكم فلا أملكُ غيره لا أنا ولا البعض من هم من وطني، لا نملك سوى ذلك