لا تكن لطيفا أكثر من اللازم

بقلم دكتور/ محمد بغدادي
لغة الاستغلال وعدم التقدير وسوء الظن والحقد والحسد والكراهية وعدم الشكر باتت هي اللغة السائدة في عالمنا المعاصر فانقلبت الأمور وأصبحت تائها وسط ازدحام الكثير من الأراء والمتناقضات وبتنا نخاف من بعضنا البعض ونأخذ حذرنا ألاف المرات حتى من أقرب الأقربون.
وأصبحنا نعامل الأخرين بمنتهى الحكمة والصبر وحسن الظن والنوايا الصادقة ويعاملوننا بأبشع الطعنات والضربات من خلفنا وعن أيماننا وشمائلنا حتى لو سألت كل الناس عن ما يؤلمهم يقولون أسلحة فتاكة جاءت من نيران صديقة حتى مسلسلاتنا باتت تتحدث عن خيانة عهد أو قطيعة رحم أو جوران أب أو ضربات أخ وهكذا.
فهل جزاء الإحسان الضربات أم أن جزاء الإحسان الإحسان ونرى جميعا الابتسامات تملئ الوجوه عند الاستقبال ومن خلفها قلوب مظلمة مقبرة بها سكاكين وأسلحة لو خرجت لأودت بحياة هذا الشخص واردته قتيلا في غياهب الجب.
نقف بالمرصاد لبعضنا البعض خلف الكواليس وأمام الجميع فنحن أصدقاء وأحباب ونحتضن بعضنا بعضا مع مزيدا من القبلات الحارة والأشواق المكذوبة والكلمات المعسولة ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب والسواد والنيران المحرقة التي لو خرجت لقضت على الأخضر واليابس والكائنات جميعها.
يجب العمل على تنقية وصفاء ما بداخلنا حتى يرد الله إلينا قلوبنا التي ملئها الصدأ واكلتها الحشرات والقوارض المريضة فجعلت كل قطعة بعيدة عن القطع الأخرى.