قراءتي للمشهد
بقلم د/ محمد بغدادي
يبدو أن الكون كله له كيفية خاصة ورؤية خاصة وقانون خاص به وحده دون سائر الأشياء بمعنى أن للانسان هوية خاصة به وللحيوان هوية أخرى مختلفة عن الإنسان وللنبات هويته الخاصة المختلفة عن الأخرين ولكن الجميع له متشابهات وهناك نقاط اتفاق بين الكون والانسان والحيوان والنبات والبحار والمحيطات والأنهار بمعنى أخر أن هؤلاء المخلوقات جميعها تتشابه في نقاط محددة لإن الخالق واحد فمن الطبيعي أن يوجد التشابه بينهم جميعا ولكن يبقى التساؤل من المخلوق الوحيد الذي عليه العبأ الأكبر؟
والإجابة على هذا التساؤل تبدو بسيطة لكنها موضوعة في اختبار شديد الصعوبة فالاجابة أن الإنسان هو المخلوق الذي عليه العبأ الأكبر ولذلك فهو موضوع في اختبار بالغ الصعوبة فهو مطلوب منه أن يحيا حياة دنيوية بكل معانيها والتزاماتها وفي نفس الوقت يحيا حياة أخروية تتجلى معانيها في علاقته بربه وسمو هذه العلاقة عن باقي العلاقات لسبب بسيط أن الله هو المدبر لكل شيء وأن الكون كله بيده وهو الوحيد الذي سيسأل جميع المخلوقات بما فيهم الإنسان وهو الذي وضع الإنسان بهذه الكيفية وسخر له كل مخلوقات الكون.
فالانسان العاقل هو الذي يوازن بين حياته الدنيوية من عمل وأولاد وغيره كما وضحها القرأن الكريم لهو ولعب وزينه وتفاخر بالاموال والاولاد وبين حياته الأخروية من عبادات وحسن معاملات وفروض وسنن وغيره.
مع العلم أنه وبعد أن وضع في هذا الاختبار الصعب بين دنياه وآخرته يجب أن يختار آخرته فهي الوحيدة التي ستجعله في أعلى الجنات وإلا فالمصير والعقاب مخيف ونلاحظ جميعا أن عامل الوقت له الدور الأساسي في كوننا هذا لاننا في أي وقت قد يسحب عمرنا وتسلب الحياة من بين أيدينا.
فالأمر جلل والقضية محورية والموضوع بالغ الصعوبة لا بحتاج منا سوى التفكر والتدبر والرجوع والعظة وإعادة ترتيب العلاقة مع الخالق.