خلال الاحتفال باليوم العالمي للتمريض المصري.. وزير الصحة يؤكد اهتمام القيادة السياسية بوضع استراتيجية متكاملة لتطوير قطاع التمريض
كتب: ايمن علام
أكد الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، اهتمام فخامة رئيس الجمهورية بأبنائه من الفريق الطبي، من خلال توجيهاته بوضع استراتيجية متكاملة لتطوير قطاع التمريض، بصفة خاصة، فضلا عن دعم وتدريب الكوادر الطبية لتتكامل مع جهود الدولة في مجال الرعاية الصحية للمواطنين.
جاء ذلك في كلمة الوزير خلال الفعالية التي أقامتها النقابة العامة لتمريض مصر، اليوم السبت، احتفالا باليوم العالمي للتمريض، برعاية فخامة رئيس الجمهورية، وبحضور الدكتورة كوثر محمود، نقيب عام التمريض وعضو مجلس الشيوخ، والدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية وممثلا عن فخامة رئيس الجمهورية، والدكتور أشرف حاتم، رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، والدكتور علي مهران، رئيس لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، والدكتور أحمد السبكي، رئيس هيئة الرعاية الصحية، والدكتور أحد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية.
واستكمل الوزير، إن مقدمي خدمات الرعاية الصحية هم الأقرب للمريض في لحظات الوهن والمرض، ومصدر الطمأنينة في أصعب اللحظات، مضيفا أنه مع التطور والاتجاه نحو تشخيص الأمراض وقراءة التحاليل باستخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي والروبوتات، إلا أنه لا يوجد آلة يمكنها أن تقوم بدور الممرضة التي تحنو على المريض وتشعره بالأمان، فهي مهنة لن تتقادم بمرور الزمن.
وأشار الوزير في هذا الصدد إلى أن التمريض المصري أثبت على مدار التاريخ كفاءته ومهارته في تقديم سبل الرعاية للمرضى، مدللا على ذلك باهتمام العديد من الدول العربية، باستقطاب تلك الكوادر المصرية، بالإضافة إلى تضامنهم جنبا إلى جنب مع باقي أعضاء الفريق الطبي لتقديم خدمات الرعاية المتكاملة والمتضمن العمل على تقديم التثقيف الصحي للمرضى، تحت إشراف المتخصصين من الفريق الطبي.
وتابع الدكتور خالد عبدالغفار، خلال كلمته إن وزارة الصحة والسكان تثمن الدور النبيل الذي يقوم به التمريض خاصة في أوقات الأزمات والجوائح مثل جائحة كورونا وغيرها، لافتا إلى أهمية العمل الميداني الذي قامت به فرق التمريض من خلال حملات «طرق الأبواب » والذي تمثل في تقديم الخدمات الأساسية للمرضى مثل تطعيمات الأطفال، موضحا أن الفرق التمريضية كان لها إسهام كبير في نجاح منظومة التطعيمات المصرية على مدار السنوات السابقة، مضيفا: «لعل أحد البطولات الباسلة التي لعبها أطقم التمريض والتي لمستها في زياراتي المتكررة لمستشفيات بئر العبد والشيخ زويد والعريش هي تهافت الأطقم على تقديم الخدمات الطبية لمصابي وجرحى أهالي غزة المتواجدين بـ 150 مستشفى على مستوى الجمهورية، الأمر الذي جعل الفلسطينيون أنفسهم يشيدون بدور أفراد التمريض الذين كانوا يخففون آلام الأطفال ممن فقدوا أسرهم بالكامل».
وتابع الوزير إنه في إطار الحفاظ على استدامة الخدمات التمريضية، تعمل وزارة الصحة والسكان على وضع خطط عادلة لتوزيع المكلفين الجدد من الهيئات التمريضية، ففي خلال الفترة من يناير 2023 إلى أبريل 2024 ، تم تكليف 21,730 من ممارسي وفنيي التمريض، كما تم زيادة عدد مدارس التمريض بنحو 6 مدارس في عام 2023 لتغطية الأماكن الأكثر احتياجا، كما تبنت الوزارة تنفيذ حزم تحفيزية لهيئة التمريض، مثل زيادة بدل مخاطر المهن الطبية، وحافز الطوارئ ومقابل السهر، والنوبتجيات ومكافأت الجهود غير العادية للدرجات القيادية والإشرافية، وذلك إيمانا من وزارة الصحة والسكان بأهمية الارتقاء بقطاع التمريض، كأحد الدعائم الرئيسية لبرنامج إصلاح القطاع الصحي الذي تقوده الوزارة.
ولفت إلى أن الوزارة عكفت على بناء صورة ذهنية مجتمعية إيجابية عن الفرق التمريضية من خلال العديد من الآليات، منها تعديل مواصفات زي التمريض وتوزيعه على كافة أفراد الهيئة التمريضية بمديريات الشئون الصحية بالمحافظات منذ أغسطس 2023 وحتى يناير 2024، كذلك تدشين مدونة ميثاق أخلاقيات مهنة التمريض والقبالة المصرية والتي تهدف إلى الدفاع عن حقوق ومصالح التمريض بطرق قانونية، والارتقاء بالمستوى العلمي والثقافي والمجتمعي حتى ينال أصحاب هذه المهنة مكانتهم العادلة في المجتمع، كما تم المضي في تطوير بيئة العمل في كافة المنشآت الصحية لتحقيق مقومات العمل الملائمة لكافة أعضاء الفريق الطبي وتحسين البنية التحتية.
وأشار الدكتور خالدعبدالغفار إلى أن الوزارة وضعت خطط متكاملة لرفع كفاءة وبناء قدرات الكوادر التمريضية لتحقيق الاستثمار المستدام، وذلك من خلال تفعيل أربع زمالات متخصصة للتمريض، وغيرها من الدبلومات، كما تم التوسع في قبول أعداد الطلبة في المعاهد الفنية الصحية من شعبة التمريض، حيث بلغ إجمالي الخريجين لعام 2023/2022 نحو 14032 خريج، فضلا عن الاستثمار في البرامج التدريبية للتمريض خلال العام المالي 2023/2024 حيث تم تقديم تدريبات متخصصة لـ 13,877 متدرب، تتضمن المهارات الإدارية وتدريب المدربين والتدريبات التخصصية، مثل العناية التمريضية لحالات طوارئ النساء وحديثي الولادة والرعاية المركزة وحالات الاستقبال والطوارئ، إضافة إلى توقيع العديد من بروتوكولات التعاون والشراكات، لتوفير تدريبات متقدمة في الإدارة والقيادة لرئيسات ومفتشات التمريض لعدد 16 ممرضة، ضمن المبادرة المصرية اليابانية للتعاون والتنمية بجامعة ساكو باليابان لمدة 4 أسابيع.
وتابع إنه تم إنشاء المجلس الصحي المصري لدعم المنظومة التعليمية والتدريبية لمقدمي خدمات الرعاية الصحية، بما يضمن مواكبة المعايير العالمية في التدريب المهني الطبي، فضلا عن صدور القرار رقم 75 لسنة 2024 والخاص بتعديل اللائحة رقم 239 لسنة 1998 والذي كفل للمستشفيات التابعة لوزارة الصحة والسكان تحسين مواردها المالية للارتقاء بجودة الخدمات الطبية وإثابة مقدمي خدمات الرعاية الصحية بشكل مجز بما لا يشكل مزيدا من الأعباء على موارد الدولة من خلال دعم صناديق المستشفيات ووحدات الرعاية الأساسية لمضاعفة المكافأت والبدلات بما يضمن تحسين مستوى الدخل العام، بالإضافة إلى إنشاء صندوق التعويض عن مخاطر المهن الطبية، كخطوة أخرى على مسار تمكين مقدمي خدمات الرعاية الصحية، حيث يهدف هذا الصندوق إلى تقديم الدعم لكافة الأطقم الطبية في حال تعرضهم لأي إصابات أو أمراض ناتجة عن ممارستهم للمهنة، مختتما كلمته بتوجيه تحية تقدير وإعزاز وفخر لكافة أصحاب هذه المهنة السامية والرسالة العظيمة.
وفي كلمتها، تقدمت الدكتورة كوثر محمود، النقيب العام للتمريض وعضو مجلس الشيوخ، بالشكر والتقدير لشركاء النجاح، معربة عن تقديرها وامتنانها لجموع فرق التمريض على جهودهم وتفانيهم في إنقاذ آلاف المرضى يوميا، مشيرة إلى إنه لولا جهودهم وتعرضهم لأخطار المهنة، لما حصل المريض على خدمة طبية لائقة، مضيفة أنهم شاركوا في مبادرات الصحة العامة، ووقفوا كحائط الصد أمام أزمة كورونا، كما تقدمت بتحية شكر وإجلال لشهداء التمريض في مصر، وتوجهت بالشكر للقيادة السياسية على رعاية الاحتفالية، وتقديم كل الدعم لأطقم التمريض، كما تقدمت بطلب لوزير المالية لإعادة النظر في الدعم المالي المقدم للفرق التمريضية.
ومن جانبه، قال الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية: «أنقل تحيات إعزاز وتقدير فخامة رئيس الجمهورية وتفضل سيادته برعاية الاحتفالية، حيث إن الرئيس يكن كل الاحترام والإعزاز لكل الكوادر الطبية، ووجه أن يكون هذا اليوم منصة للتعبير عن تقدير الأطقم الطبية ولا سيما التمريض» مضيفا أن المنظومة الطبية في مصر تشهد في هذه المرحلة تطورا ودعما ورعاية من القيادة السياسية لم يسبق لها مثيل، وفخامة رئيس الجمهورية يبحث دائما دعم الكوادر الطبية، حيث تم عبور الفجوة الموجودة بين الانتقال من التأمين الصحي القديم وتطبيق التأمين الصحي الشامل من خلال المبادرات الرئاسية تحت شعار «100 مليون صحة» وإطلاق القوافل العلاجية، والقضاء على قوائم الانتظار.
ومن جانبه، قال الدكتور أشرف حاتم، رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، إن التمريض هو عمود الخيمة للرعاية الصحية في مصر، منوها إلى بدء العمل في قانون المجلس الصحي المصري، وتخصيص جزء للتمريض لاكتساب المهارات وعمل البورد الموحد للتمريض، حيث يعمل المجلس بشكل جيد مع الحكومة والنقابات لإخراج قانون المسئولية الطبية للنور، والذي يركز جزء كبير منه على حماية الفريق الطبي وسلامة المريض المصري، وتغليظ العقوبة في حال الاعتداء على الفريق الصحي، كما يجري العمل على قانون مزاولة المهن الطبية ككل سواء كان للطب أو التمريض، وجميع أنواع المهن الطبية وتعديل أي عوار موجود أو غير محدث.
وفي كلمته، أعرب الدكتور علي مهران، رئيس لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، عن سعادته بمشاركة زملائه وأبنائه من التمريض في احتفالية خاصة بهم إيمانا منه بأهمية دور التمريض في تقديم الخدمة الطبية، مؤكدا أن مهنة التمريض بدأت مع قدماء المصريين، حيث كانت الأخت الكبرى لتوت عنخ آمون تعمل بالتمريض، منوها إلى أن جائحة كورونا شهدت بطولات عديدة للفرق التمريضية، إضافة ما يتم تقديمه الآن لمصابي غزة الذين استقبلتهم المستشفيات المصرية.
وأكد الدكتور علي مهران، أن الدولة المصرية تدرك أهمية دور التمريض، حيث صدر قانون 14 لسنة 2024 الذي أعطى مميزات للأطقم الطبية والتمريض، متوجها بالشكر للوزير الدكتور خالد عبدالغفار الذي ساهم في تفعيل اللائحة 75 التي أعطت المرونة في تحسين الخدمات المقدمة للأطقم الطبية، مضيفا أن لجنة الصحة بمجلس الشيوخ تضع على رأس أولوياتها تحسين أحوال قطاع التمريض، وتحسين بيئة العمل وتوفير إقامة لائقة لهم، مؤكدا أن مستقبل التمريض في مصر مشرق، متقدما بالتحية والتقدير لجهود الدكتورة كوثر محمود، بوصفها نقيب بدرجة مقاتل تدافع عن حقوق أبناء المهنة.
شهدت الاحتفالية تكريم الكوادر التمريضية المتميزة، وأفضل عمل فردي مميز وأفضل عمل جماعي وأفضل مؤسسة متميزة، وتكريم التمريض المثالي على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى تكريم عدد من التمريض بالمعاش تقديرًا لجهودهم لخدمة المرضى.
جدير بالذكر، أن الاحتفال بالأسبوع العالمي للتمريض يتم بجميع أنحاء العالم في 12 مايو من كل عام، وذلك للإشادة بإسهامات التمريض، وهو اليوم الذي يوافق الذكرى السنوية لميلاد فلورنس نايتينجيل التي اشتهرت بأنها مؤسسة التمريض الحديث.